يمن ديلي نيوز – عميد المهيوبي: في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية–الإيرانية عقب الضربات التي نفذتها إسرائيل داخل العمق الإيراني، تواصلت ردود الفعل في الداخل اليمني، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لارتباط إيران بالملف اليمني من خلال دعمها لجماعة الحوثي المصنفة كتنظيم إرهابي.

وقد أثار هذا التصعيد الإقليمي اهتمامًا واسعًا بين كُتّاب الرأي والمحللين اليمنيين، الذين رأوا في ما حدث دلالة على تصدعات عميقة في بنية النظام الإيراني، وفشلًا لمنظومة الردع العسكرية، الأمر الذي قد تكون له تبعات كبيرة على مستقبل النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة.

الكاتب والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري علّق عبر حسابه في “فيسبوك” قائلاً:”بنت إسرائيل قواعد لإطلاق طيران مسيّر من داخل إيران، وانطلقت فرق اغتيالاتها من داخل إيران نفسها لتغتال كل مطلوب من العلماء في غرفة نومه”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”هشاشة النظام الإيراني” وتهالك مؤسساته الأمنية.

من جهته، ربط الكاتب الصحفي سمير اليوسفي بين رمزية “عيد الغدير” والضربة الإسرائيلية، في مقال نشره عبر منصة “إكس” بعنوان: “من جارية في اليمن إلى صواريخ في عمق طهران؟” قال فيه: “أما الغدير هذا العام؟ فقد سبقه الدخان، لا الخُطب. ’عملية الأسد الصاعد‘ — هكذا سمّتها إسرائيل. قصفٌ أتى من بعيد، التهم فيه قوّة ’الوليِّ الفقيه‘ وبعضَ قادة الحرس الثوري، في يومٍ يحتفلون فيه بـ’الولاية‘.”

وأضاف:”غابت البيعة، وسقطت العمائم. حضرت الطائرات، ونشب الحريق. لم يُرفَع الحديث، لم تُستدعَ النصوص، لم تهبط الآيات. ربما لأن السماء تعرف أن الطائرات أصدق من الشعارات.”

خالد الرويشان، وزير الثقافة اليمني الأسبق، اعتبر ما حدث بمثابة ضربة وجودية للنظام الإيراني، وكتب على صفحته في فيسبوك:”إذا لم ترد إيران ردًا قويًا ومماثلًا على قتل قادتها وتدمير بنيتها النووية والعسكرية، فهي نهايتها كنظام وكدولة، ولو بعد حين!”.

وأشار الرويشان إلى أن الشعب الإيراني قد يكون على أعتاب “ثورة لا تُبقي ولا تذر”، وقال:”انتظروا فحسب! يُعلّمنا التاريخ أن الهزائم المُذلّة هي أمّ الثورات على الأنظمة العاجزة والعجوزة والفاشلة والذليلة!”

وتابع:”لا أتوقع كثيرًا من هذه العمائم البليدة حتى لو ردّت! صحيح أن الرد قد يُرجئ ثورة الشعب الإيراني قليلًا ويُبرد من لظاها مؤقتًا، لكنه لن يُخمد بركان الشعب وحمم انفجاره القادم! الشعب الإيراني شعب عريق، ويستحق نظامًا مختلفًا يُعبّر عن طاقاته وإبداعه وذكائه وإمكاناته. العمائم السوداء أثبتت غباءها اللا متناهي مرارًا وتكرارًا، وكأنها تحجب الشمس عن العقول والأمخاخ!”

“بكاء المثقفين” يبرئ القاتل

الكاتب فتحي أبو النصر تناول المسألة من زاوية مختلفة، منتقدًا ما وصفه بـ”بكاء المثقفين على إيران”، معتبرًا أن ذلك “يبرئ النظام من جرائمه”.

وقال في منشور له على فيسبوك بعنوان “إيران والمثقفون الباكون: بكاء على جثة القاتل”: “هناك بكاءٌ لا يُرثى به المظلوم، بل يُمسح به جبين القاتل. بكاء مريب، ناعم النبرة، ثقيل الرائحة، يشبه دمعة تسيل على خدّ جلاد لتمنحه غفرانًا لم يطلبه، ويُعفيه من المحاكمة، لا لشيء… إلا لأنه ’منا‘ طائفيًا أو أيديولوجيًا.”

وأضاف: “هكذا يبكي بعض المثقفين على إيران. يبكونها كأنها ضحية، وهي التي لم تترك ضحية في العالم العربي إلا وشاركت في جراحه. يبكونها وكأنها واحة نقاء، بينما هي في الحقيقة واحدة من أعنف الأنظمة التي دخلت المشهد العربي عبر بوابة الخراب.”

تفكك النظام الإيراني بدأ

في سلسلة تغريدات، رأى الصحفي أمين الوائلي أن ما حدث يتجاوز استهداف منشآت أو قدرات نووية، معتبرًا أن الضربة قد تُمهّد لتفكك النظام من الداخل.

وكتب:”ما يحدث تجاه إيران هو أكثر من مجرد استهداف برنامج عسكري أو نووي. هناك مسار لتفكيك النظام الإيراني نفسه، وستكون القوى الداخلية معنيّة بتسريع ولادة إيران جديدة من مزق الجمهورية الخمينية.”

صواريخ الحوثي ليست إيرانية

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز، الدكتور فيصل الحذيفي، قال :” من جدوى القدرات الإيرانية، في سياق مقارنته مع ترسانة الحوثيين”. مشيرًا إلى أن معظمها تعود إلى النظام السابق في اليمن

وكتب على فيسبوك: “لا زلت عند قناعتي أن مخزون الحوثي الصاروخي هو من ترسانة نظام عفاش، ولا علاقة لإيران به، باستثناء بعض التطوير في أنظمة الإطلاق.”

وأضاف:”لو كانت منظومة الصواريخ الإيرانية ذات جدوى، لأمطرت إسرائيل بآلاف الصواريخ ومنعت استباحة أجوائها بهذا الشكل المهين.”

ودعا إلى تبني استراتيجية وطنية لتطوير الأسلحة الذكية محليًا، قائلاً: “كنا نتمنى من قيادة الجيش الوطني أن تجمع الطاقات والعقول اليمنية لامتلاك وسائل الحرب الذكية بدلاً من الارتهان للخارج.”

ظهرت المقالة جانب من آراء الكُتّاب اليمنيين حول الهجوم الإسرائيلي على طهران (تقرير رصد) أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.