حملة صحية لمكافحة السمنة في شوارع تركيا
عربي
منذ يومين
مشاركة

دفع ارتفاع نسبة السمنة في تركيا، والقلق من التداعيات الصحية الخطيرة، البلاد إلى محاولة مساعدة المواطنين، وذلك من خلال وضع موازين في الساحات العامة، وإحالة الذين يعانون من السمنة إلى مراكز صحية للنصح

تضاربت ردات فعل الأتراك حيال حملة وزارة الصحة لمكافحة السمنة ووضع موازين في الساحات العامة، لمعرفة الوزن والطول، وتحديد مؤشر كتلة الجسم، وصولاً إلى النصح بعيادات مراكز الصحة العائلية ومراكز الحياة الصحية التابعة للدولة، لتلقي استشارات غذائية مجانية ومتابعة دورية. 

تقول ميراي (42 سنة) إن في الحملة "انتهاك للخصوصية" لأن كل من يعاني من السمنة "يزن نفسه ربما مرات عدة كل يوم"، ولا حاجة لمعرفة الوزن في الشارع وأمام الناس، لأن ذلك يسبب حرجاً. تضيف ميراي المقيمة في حي بيلك دوزو في إسطنبول، لـ "العربي الجديد"، أن أحد أهم أسباب السمنة هو اللجوء إلى الأطعمة الجاهزة أو المعجنات والمعكرونة "كونها رخيصة"، معتبرة أن تحسين الوضع المعيشي وزيادة الدخل هي الطريقة الأمثل لبدء العلاج، لأن الحد الأدنى للأجور لا يتجاوز 22 ألف ليرة (الدولار يساوي 39 ليرة تركية)، في حين أن تكاليف معيشة الأسرة تزيد عن 50 ألفاً، ما يضطرها إلى زيادة النشويات من بطاطس ومعكرونة وسميت، وهي من الأسباب الرئيسية للسمنة.

أما سيمرة (52 سنة) المقيمة في حي الفاتح في إسطنبول، فتصف الخطوة بـ"الجيدة وتهدف إلى مكافحة السمنة كونها ليست إلزامية، وتعطي نتائج علمية لكتلة الجسم، فكل من تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديه الـ25، ينصح من قبل موظفي الصحة بمراجعة المراكز المتخصصة بالمجان، لتلقي استشارات غذائية وطبية، لأن أسباب السمنة ليست نتيجة النمط الغذائي دائماً".

وتوضح سيمرة التي تعاني من السمنة، أن "وزني الزائد باد للعيان، وجميل أن يذكرني أحد به حتى أبدأ بمعالجته"، لأن الإهمال قد يقودني إلى أمراض خطرة، في مقدمتها الضغط والسكري وأمراض المفاصل. وكانت وزارة الصحة التركية قد أطلقت حملة وطنية تحت شعار "اعرف وزنك، عش بصحة"، بهدف مكافحة السمنة، من خلال إجراء قياسات لمؤشر كتلة الجسم (BMI) لـ10 ملايين مواطن في الأماكن العامة، مثل الساحات ومراكز التسوق ومحطات الحافلات والملاعب.

وتهدف المبادرة إلى رفع الوعي حول مخاطر السمنة، وتعزيز نمط حياة صحي، في ظل ارتفاع نسبة الوزن الزائد في تركيا، لتطاول الحملة جميع الولايات التركية الـ81، من خلال العاملين في مجال الصحة، بقياس الطول والوزن للمارة. وإذا ما بلغ مؤشر كتلة الجسم للفرد 25 أو أكثر، يوجه إلى مراكز الصحة العائلية ومراكز الحياة الصحية التابعة للدولة، لتلقي استشارات غذائية مجانية ومتابعة دورية.

وصنّف وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، ضمن فئة الوزن الزائد بعد قياسه في أنقرة، مشيراً إلى أنه سيبدأ المشي يومياً لتحسين صحته. وحلّت تركيا من بين الدول الأوروبية الأكثر سمنة بنسبة 66.8%، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للسمنة الذي يصادف في الرابع من مارس/آذار من كل عام. ورغم أن تركيا ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، لكن منظمة الصحة العالمية وضعتها في الترتيب الأوروبي لوقوع أجزاء من مدنٍ تركية في القارة الأوروبية، إذ يعاني فيها أكثر من 60% من السكان من زيادة الوزن.

ويعرب بعض الأهالي عن قلقهم جراء انتشار السمنة لدى الأطفال، بسبب الأكل الجاهز، وقلة الحركة، والجلوس الطويل أمام شاشات التلفزيون أو الهواتف الخلوية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية التي يحرقها الجسم هو السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال. وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن السمنة هي حالة طبية يجري تحديدها من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يبلغ 30 أو أكثر. أما زيادة الوزن فتُعرّف بأن يكون مؤشر كتلة الجسم 25 أو أكثر. 

إلى ذلك، يرى مدير مستشفى "إسطنبول طب مركزي"، منذر زرزور، أنّ زيادة نسبة السمنة في تركيا تعود لأسباب عدة، منها تناول الوجبات الجاهزة الغنية بالسعرات الحرارية، في ظل زيادة الإقبال على العمل في المدن الرئيسية ذات الإيقاع السريع، ما يفرض استهلاكاً للوجبات السريعة، بالإضافة إلى قلة الحركة والرياضة، وهذه كلها عوامل تدفع في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى السمنة الوراثية أو المرضية.

ويلفت إلى أن الأطفال الذين يكثرون من تناول السكريات والدهون ويجلسون أمام أجهزة التلفزيون والحواسيب والهواتف لفترة طويلة من دون حركة، هم أكثر عرضة لمخاطر السمنة، وترتفع نسبتهم لتصل إلى أكثر من واحد من كل عشرة أطفال. وتسبب السمنة لهم أمراضاً خطيرة، مثل السكري، وأمراض الشرايين والقلب، وصعوبة التنفس والاكتئاب.

وفي ما يتعلق بعمليات شفط الدهون وغيرها، يضيف زرزور لـ"العربي الجديد" أن "تركيا من الدول الرائدة عالمياً بالتجميل ومعالجة السمنة، ومنها عمليات المعدة (تكميم، وربط وتحويل مسار المعدة، وبالون وغيرها)، لكن لا ينصح بها لمن مؤشر كتلة الجسم لديه دون الـ40". وينصح بالغذاء الصحي والرياضة والنوم ثماني ساعات على الأقل، مشيداً بخطوة وزارة الصحة "اعرف وزنك ـ عش بصحة"، لأن نسبة السمنة في البلاد، خصوصاً لدى النساء والأطفال، ترتفع باستمرار ما يهدد مستقبل تركيا، إذ إن للسمنة آثاراً خطرة على الصحة، وأداء العمل، والصحة النفسية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية