
باشرت سلطات البيئة والغابات في الجزائر، منذ السبت الماضي، حملات تفتيش ومراقبة في الغابات والمتنزهات، لرصد اندلاع حرائق بالتزامن مع الارتفاع اللافت في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة. وفي غابة تازارين بمنطقة بوقرة قرب العاصمة الجزائرية التي تعرف بأنها مقصد معروف للمواطنين، نفذ أعوان محافظة الغابات دوريات لمراقبة تدابير الوقاية من حرائق الغابات والحفاظ على البيئة، ولمنع إقامة عائلات ومواطنين مواقد الشواء، وتحسيس وتوعية المواطنين بذلك. ودهمت فرق حماية الغابات وفرق الدرك الوطني تجمعات شبابية وعائلات أرادت طهي الطعام والشواء في الغابات وسجلت مخالفات ومحاضر بتهم الإخلال بقواعد الحماية. وسبق ذلك حث السلطات المواطنين على الالتزام التام بالامتناع عن إشعال المواقد وطهي الطعام في الغابات تحت طائلة فرض عقوبات مشددة تستند إلى القانون.
وعززت فرق الغابات في كل الولايات إجراءات رصد أي دخان يتصاعد من غابات ومتنزهات للتوجه إليها مباشرة وتحرير محضر في حق الفاعلين، علماً أن قانون حماية الغابات والوقاية من الحرائق يفرض عقوبات على التصرفات التي قد تؤدي إلى نشوب الحرائق، خاصة في فصل الصيف، إذ "يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة مالية تصل إلى 100 ألف دينار (400 دولار) كل من يشعل النار داخل غابات أو في محيطها من أجل الطهي أو لأي سبب آخر خارج الأماكن المهيأة والمخصصة لهذا الأمر".
ومع تفاقم معضلة الحرائق في الجزائر في السنوات الأخيرة، تشددت السلطات في حماية الغابات، خاصة منذ الحرائق التي اندلعت صيف عام 2021. وخسرت البلاد في السنوات الثلاث الماضية أكثر من 200 ألف من مساحات الغابات والغطاء النباتي بسبب الحرائق، أكبرها في الشرق، ما دفع الحكومة في إبريل/نيسان 2024 إلى إعادة إطلاق خطة لبناء وترميم السد الأخضر، واستحداث شركات تضم شباناً يعملون في التشجير والري، والعناية ومتابعة الاستغلال، لتنفيذ مشاريع تشجير وبناء محيطات بيئية. ودعمت هذه الخطة أنشطة تطوعية لجمعيات أهلية وشبابية.
وفي ولاية المدية، قرب العاصمة الجزائرية، منعت السلطات إشعال نيران وطهي أطعمة، أو القيام بأي نشاط يُهدد سلامة الغابات، وأيضاً دخول مركبات وسيارات ودراجات نارية إلى كل مناطق الغابات، باستثناء تلك المخصصة للتسلية للعائلات، وذلك حتى 31 أكتوبر/تشرين الثاني المقبل، في إجراء استباقي يهدف إلى الوقاية من حرائق غابات خلال فصل الصيف.
أيضاً جهّزت السلطات فرق حماية الغابات بطائرات مسيّرة لمراقبة ورصد الحرائق ومنع أي ممارسات قد تتسبب في اندلاع حرائق. وقال المدير العام للغابات جمال طواهرية: "تعزيز وسائل المراقبة والتقنيات الحديثة، مثل الطائرات المسيّرة وأجهزة الكشف الذكية، يندرج ضمن جهود الدولة لتقليص مساحة الحرائق التي سجلت تراجعاً العام الماضي".
وأخيراً، أعلن وزير الشباب مصطفى حيداوي، تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ الحملة التحسيسية الخاصة بمكافحة حرائق الغابات في كل الولايات، عبر إشراك جمعيات شبابية والهيئات المحلية في نشاطات تحسيسية وتربوية، بهدف تعزيز الوعي البيئي والحس المدني، ونشر ثقافة الحفاظ على الغابات والحدّ من المخاطر البيئية.

أخبار ذات صلة.

