تراجع إمدادات النفط الخام السعودي للصين في يوليو
عربي
منذ 20 ساعة
مشاركة

قالت مصادر تجارية لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء، إن من المتوقع انخفاض إمدادات النفط الخام السعودية إلى الصين بشكل محدود في يوليو/تموز لكنها ستظل قوية للشهر الثالث على التوالي، مع استعادة المملكة لحصتها السوقية في إمداد أكبر مستورد للخام في العالم. وأظهر إحصاء مخصصات شركات التكرير الصينية أن شركة أرامكو السعودية ستشحن حوالى 47 مليون برميل إلى الصين في يوليو، أي أقل بمليون برميل عن الكمية المخصصة لشهر يونيو/حزيران.

وقالت المصادر إن شركتي التكرير الحكوميتين، سينوبك وبتروتشاينا، ومصفاة فوجيان المشتركة التابعة لأرامكو، ستتلقى المزيد من الخام في يوليو، فيما ستنخفض مخصصات ثلاث شركات تكرير مستقلة. ولم تستجب أرامكو بعد لطلب للتعليق. وأظهرت بيانات أمس الاثنين، أن نمو صادرات الصين تباطأ في مايو/أيار إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر، بضغط من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، بينما وصل انكماش أسعار المنتجين إلى أسوأ معدلاته في عامين، ما يزيد الضغوط الداخلية والخارجية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

وأظهرت البيانات أيضاً أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت في مايو، لأدنى متوسط يومي في أربعة أشهر، في ظل بدء عمليات صيانة مقررة سلفاً في مصافٍ مملوكة للدولة ومستقلة. وتأتي الإمدادات السعودية القوية بعد أن اتفقت مجموعة أوبك+ على رفع الإنتاج في يوليو بمقدار 411 ألف برميل يومياً للشهر الثالث على التوالي. ومنذ إبريل/نيسان، أعلنت ثماني دول بمجموعة أوبك+ زيادات بلغ مجموعها 1.37 مليون برميل يومياً، أو نسبة 62 بالمائة من جملة 2.2 مليون برميل يومياً تسعى لإعادتها مجدداً إلى السوق. 

وأظهر مسح أجرته رويترز أمس الاثنين، أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط ارتفع في مايو بأقل من القدر المقرر، إذ نفذ العراق خفضاً إضافياً لتعويض زيادة سابقة في الإنتاج، بينما تبنت السعودية والإمارات زيادات أقل من المسموح بها. وكشف المسح أن أوبك ضخت 26.75 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، بزيادة 150 ألف برميل يومياً عن إجمالي الإنتاج في إبريل، وجاءت أكبر الزيادات من السعودية.

ارتفاع أسعار النفط

في السياق، ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، مع ترقب نتائج المحادثات الأميركية الصينية التي قد تمهد الطريق لتخفيف حدة التوتر التجاري وتعزز الطلب على الوقود. وبحلول الساعة 00.41 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتاً إلى 67.16 دولاراً للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتاً إلى 65.42 دولاراً، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ الرابع من إبريل في وقت سابق من الجلسة.

وكان برنت قد ارتفع أمس الاثنين إلى 67.19 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ 28 إبريل، مدعوماً باحتمال توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق تجاري. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين إن المحادثات الجارية في لندن تسير على ما يرام، وإنه "لا يتلقى سوى تقارير جيدة" من فريقه. ومن شأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين أن يدعم التوقعات الاقتصادية العالمية ويعزز الطلب على السلع الأساسية، بما في ذلك النفط.

وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، قالت طهران إنها ستقدم قريباً مقترحاً مقابلاً للمقترح الأميركي الذي تعتبره "غير مقبول"، فيما أوضح ترامب أن الجانبين لا يزالان على خلاف بشأن ما إذا كان سيُسمَح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل إيران. وإيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وأي تخفيف للعقوبات الأميركية على إيران سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط، ما سيؤثر بأسعار الخام العالمية.

في الوقت نفسه، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز، أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في مايو، على الرغم من أن الزيادة كانت محدودة، حيث ضخ العراق أقل من المستهدف لتعويض الإنتاج الزائد في وقت سابق، وطرحت السعودية والإمارات زيادة أقل من المسموح به. وتعمل مجموعة أوبك+، التي تضخ حوالى نصف النفط العالمي، وتضم أعضاء أوبك وحلفاء مثل روسيا، على تسريع خطتها لإلغاء المستوى الأخير من تخفيضات الإنتاج.

وصعد خام برنت أربعة بالمائة، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 6.2 بالمئة الأسبوع الماضي، إذ عزز احتمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين إقبال بعض المستثمرين على المخاطرة. ومنح ضعف الدولار بعض الدعم لأسعار النفط، ما يقلل تكلفة شراء الخام على حائزي العملات الأخرى.

وقال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع الأساسية في بنك إيه.إن.زد في مذكرة: "لا يزال احتمال حدوث زيادات أخرى في إمدادات أوبك يخيم على السوق". وأضاف قائلاً: "إن التحول الدائم إلى استراتيجية مدفوعة بالسوق (في أوبك) من شأنه أن يدفع سوق النفط إلى فائض كبير في النصف الثاني من عام 2025، ويؤدي بشكل شبه مؤكد إلى انخفاض أسعار النفط".

(رويترز، العربي الجديدة)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية