
أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ العاصمة كييف ومدينة أوديسا تعرّضتا ليل الاثنين - الثلاثاء لهجوم "ضخم" بطائرات مسيّرة روسية طال خصوصا مستشفى للولادة. وخاطب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو سكان العاصمة عبر "تليغرام" قائلا "ابقوا في ملاجئكم! الهجوم الضخم على العاصمة مستمر"، مشيرا إلى احتراق مبنى. وأضاف أنه تم استدعاء مسعفين إلى أربعة أحياء في كييف بعد منتصف ليل الثلاثاء، بما في ذلك حي بوديل التاريخي.
في السياق، أعلن حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر أنّ الهجوم الجوي أصاب "مستشفى للولادة، وعيادة للطوارئ، وعمارات سكنية". وقال الجيش الأوكراني إن الغارات لا تزال مستمرة وحث الناس على البحث عن ملاجئ. ولم يتضح على الفور الحجم الكامل للهجوم. وسمع شهود من "رويترز" سلسلة من الانفجارات المدوية في جميع أنحاء المدينة.
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الأوكراني أنه ضرب طائرتين في مطار سافاسليكا الروسي خلال الليل، في وقت تعرّضت فيه العاصمة كييف مجدداً لهجمات روسية مكثفة بطائرات مسيّرة. وذكر الجيش في بيان عبر تطبيق "تليغرام" أنه "وفقا لمعلومات أولية، تم ضرب طائرتين للعدو (من المفترض أنهما من طرازي ميغ-31 وسو-30/34)".
وأعلن الجيش في بيان ثانٍ ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير 2022 إلى نحو 997 ألفاً و120 فرداً، من بينهم 970 قُتلوا أو أصيبوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 10915 دبابة، منها أربع دبابات أمس الأحد، و22759 مركبة قتالية مدرعة، و28934 نظام مدفعية، و1411 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1183 من أنظمة الدفاع الجوي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد قال لقناة إيه بي سي الأميركية، أول من أمس الأحد، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في وقف إطلاق النار، بل يريد "الهزيمة الكاملة" لأوكرانيا. وأضاف أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا فقط هو من يمكن أن يجبر بوتين على التراجع، وقال: "حينها سيتوقفون عن الحرب".
وشدد زيلينسكي خلال المقابلة على أهمية دعم الولايات المتحدة، وحاول بحذر توضيح أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنفس القناة بأن بوتين يريد السلام غير دقيق، وقال زيلينسكي: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أنها مجرد وجهة نظر شخصية لديه"، وأضاف: "أنا أشعر بقوة أن بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب. في ذهنه، من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون هزيمة كاملة لأوكرانيا".
والخميس الفائت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يعتقد بأن روسيا وأوكرانيا ستبرمان اتفاقاً، مضيفاً خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرز في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم الرد على الهجوم الذي شنته أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي على القواعد الجوية الروسية. واستأنفت روسيا وأوكرانيا مفاوضات السلام في تركيا الشهر الماضي بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن حدة الصراع تصاعدت مؤخرا.
(فرانس برس، العربي الجديد)
