
يبدأ تشابي ألونسو (43 عاماً) فصلاً جديداً في مسيرته، مدشِّناً حقبة واعدة على رأس الجهاز الفني لريال مدريد، وسط تحديات كبيرة، في مقدّمتها مواجهة برشلونة، الفريق الأكثر جهوزية على الورق في الوقت الراهن. ورغم ذلك، يملك ألونسو أدوات فنية وشخصية قد تمكّنه من قلب المعادلة واستعادة الهيمنة البيضاء. وفي الوقت ذاته، يقف ألونسو على مشارف فرصة تاريخية لإنهاء "اللعنة" التي طاردت المدربين الإسبان في "البيت الأبيض"، منذ رحيل فيسنتي ديل بوسكي عام 2003، بعد مسيرة حصد فيها سبعة ألقاب، بينها دوري أبطال أوروبا مرتين.
وبحسب تقرير صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الأحد، فمنذ ذلك الحين، تعاقب على تدريب ريال مدريد ستة مدربين إسبان، بين مشاريع طويلة وآخرين مؤقتين، ولم ينجح أي منهم في البقاء لعامٍ كامل، أو تحقيق لقب واحد. أسماء كبيرة مثل خوسيه أنطونيو كاماتشو، رافا بينيتيز، وجولين لوبيتيغي، حاولت وفشلت، لتتكرّر النهاية المبكّرة مرة تلو أخرى.
أرقام صادمة قبل ألونسو
قاد فيسنتي ديل بوسكي ريال مدريد بين عامي 1999 و2003، في فترة امتدت لـ1314 يوماً، تُوّج خلالها بسبعة ألقاب، ليصبح آخر مدرب إسباني يحقق النجاح داخل أسوار "البيت الأبيض". ومن بعده، تعاقب عدد من المدربين الإسبان دون أن يحقق أيٌّ منهم النجاح ذاته. كانت البداية مع خوسيه أنطونيو كاماتشو، الذي تولى المهمة لفترة قصيرة بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2004، استمرت 117 يوماً فقط، دون أن يحرز أي لقب. تلاه ماريانو غارسيا ريمون، الذي لم يكمل سوى 101 يوم في المنصب، من سبتمبر حتى ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، دون أي تتويج.
وفي الفترة ما بين ديسمبر 2005 ويونيو/حزيران 2006، تولّى خوان رامون لوبيز كارو تدريب الفريق لمدة 207 أيام، دون أن يحقق إنجازاً يُذكر، وهو ما تكرّر مع خواندي راموس، الذي قاد الفريق من ديسمبر 2008 حتى يونيو 2009، لمدة 174 يوماً، دون بطولات.
المصير نفسه واجهه رافا بينيتيز، أحد أكثر الأسماء الإسبانية خبرة، الذي لم يصمد سوى 215 يوماً، بين يونيو 2015 ويناير/كانون الثاني 2016، قبل أن يُقال من منصبه، كما لم يختلف الحال مع جولين لوبيتيغي، الذي لم يستمر أكثر من 137 يوماً (يونيو – أكتوبر/تشرين الأول 2018)، قبل أن يغادر دون تحقيق أي لقب. وكان ديل بوسكي آخر الإسبان نجاحاً مع ريال مدريد، لكنه غادر بطريقة باردة، بعدما قرر فلورنتينو بيريز عدم تجديد عقده بحجة "الاحتياج لتغيير فني أكثر تطوراً"، ومنذ ذلك الحين لم يجد مدرب إسباني مكاناً دائماً على دكة البرنابيو.
لوبيتيغي وبينيتيز.. مشروعان كبيران انتهيا سريعاً
خرج لوبيتيغي، الذي ورث فريقاً بطلاً لأوروبا ثلاث مرات متتالية لكنه بلا كريستيانو رونالدو، بعد 14 مباراة فقط، بسبب النتائج السلبية، أبرزها الخسارة 1-5 أمام برشلونة. أما بينيتيز، فبدأ مشروعه وسط أجواء مشحونة، ولم تساعده بدايته الباردة حين سُئل إن كان رونالدو الأفضل في العالم، ولم يجب بحسم. طريقته الصارمة في التدريبات وقراراته مثل منع مودريتش من استخدام قدمه الخارجية، أو التدخل في طريقة تنفيذ كريستيانو للركلات الحرة، جعلته يصطدم بالنجوم، فانتهى مشواره بعد 25 مباراة فقط.
كاماتشو والواقعية الصادمة
صمد كاماتشو، في ولايته الثانية، لـ6 مباريات فقط، وقال لاحقاً: "النجوم مهما بلغ حجمهم يجب أن يعرفوا كيف يلعب المنافس"، وأكد أن بعض اللاعبين شعروا أنه يضايقهم، لكن الأهم كان الفوز الذي لم يتحقق.
من ريمون إلى لوبيز كارو وخروجاً براموس.. سقطات متكررة
لم يصمد المدربون المؤقتون أيضاً، فغارسيا ريمون، لوبيز كارو، وحتى خواندي راموس، الذي أنقذ الفريق مؤقتاً في 2009، فشلوا في صناعة الفارق. الأخير اقترب من تقليص الفارق مع برشلونة، قبل أن يتلقى الهزيمة التاريخية 2-6، واعترف لاحقاً: "شاهدت المباراة مرات عدة، حدثت أشياء غريبة لا أستطيع قولها دون دليل".

أخبار ذات صلة.
