
رسم عيد الأضحى الفرحة على وجوه الأطفال في أحياء وشوارع مدينة حلب، التي اتجه الكثير من أهاليها إلى المتنزهات والحدائق وأماكن لعب الأطفال، حيث طغت أجواء المرح واللعب بكل عفوية وبساطة وفرح غير محدود. حيث تُظهر اللقطات المصورة أجواء العيد في الساحات العامة والمتنزهات والألعاب الشعبية التي امتلأت بأصوات أغاني العيد وضحكات الأطفال والتقاء العائلات التي تعيش أجواء العيد المميزة، حيث تمنوا أن يعم الخير والأمان والفرح على الجميع.
عبّرت الطفلة لجين لـ"العربي الجديد" عن سعادتها بالعيد، قائلة: "فرحت كثيرًا بشراء الملابس الجديدة واللعب مع إخوتي وصديقاتي في المتنزه، وشراء مأكولات العيد الشهية". وأضافت: "أجواء العيد رائعة ومليئة بالفرح والبهجة، واستمتعت بالعيد، وكانت لدينا أرجوحة، حيث شعرنا بالفرح الحقيقي مع إخوتي وأصدقائي".
وفي محيط قلعة حلب، كانت أجواء فرحة العيد مختلفة، إذ أعرب العديد من مرتادي هذا المكان الأثري من العائلات والشباب عن سعادتهم بقضاء أوقات العيد بين الأهل والأقارب والأصدقاء، في جو تملؤه البهجة وأنغام الطرب الحلبي الأصيل. أبو علي، وهو أحد زوار القلعة، قال لـ"العربي الجديد": "الإقبال على محيط قلعة حلب كبير هذا العام، الناس يأتون للتمتع برؤية القلعة والمشاركة في احتفالات العيد".
من جهتها، قالت الحاجة أم محمد لـ"العربي الجديد": "الجلوس في حضرة شموخ قلعة حلب له طعم خاص، خاصة في أجواء عيد الأضحى المليئة بالفرح والخير والأمان". أما الجد أنس، الذي اصطحب حفيدتيه إلى الحديقة، فأوضح لـ"العربي الجديد" قائلاً: "أحببنا القدوم إلى الحديقة لنعيش فرحة العيد مع الأطفال"، مضيفاً: "أدعو كل المغتربين للعودة إلى حضن سورية، التي باتت آمنة بعد النصر العظيم وإسقاط نظام الأسد في أغلب المناطق". وتابع: "آمل أن يعم الأمن والاستقرار كل ربوع سورية".
عيد الأضحى في حلب لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل شكّل فرصة لإعادة إحياء الروابط الاجتماعية والتأكيد على روح التضامن بين الأهالي، وسط آمال بأن تحمل السنوات القادمة مزيدًا من الخير والتطور للمدينة العريقة. على مدى سنوات الحرب عاش أهالي حلب ظروفا صعبة حرمتهم من أبسط حقوقهم مثل التنقل بحرية أو الوصول إلى أماكنهم المحببة مثل قلعة حلب. كانت المدينة مقسمة ومليئة بالحواجز والدمار والاحتفال بالعيد لم يكن ممكنا في كثير من الأحياء بسبب الأوضاع الأمنية والخوف اليومي.
مرت أعياد كثيرة بدون مظاهر فرح حقيقية، لا زيارات ولا تجمعات ولا أصوات ضحك في الشوارع. بدلا من ذلك كانت أصوات القصف والانفجارات تملأ المكان، وكانت العائلات تكتفي بالبقاء في منازلها إن وُجد الأمان فيها. أما اليوم فالوضع أفضل من السابق. كثير من الطرقات فُتحت وأماكن عامة مثل القلعة والحدائق عادت تستقبل الناس من جديد. يشعر الأهالي بقدر من الطمأنينة سمح لهم بالخروج والاحتفال، خاصة في الأعياد. ورغم أن الحياة لم تعد كما كانت قبل الحرب، إلا أن عودة الناس إلى الأماكن القديمة واحتفالهم بالعيد فيها يعطي نوعا من الأمل بأن الأمور قد تستمر في التحسن مع الوقت.

أخبار ذات صلة.
