خاص | لبنان يسعى لتجديد مهمة قوات اليونيفيل بمساعدة فرنسية
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

كشفت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، أن بيروت لم تتبلغ رسمياً بشأن توافق أميركي إسرائيلي لإنهاء مهمّة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في الجنوب، مؤكدة أنّ "لبنان يعمل على تقديم رسالة لمجلس الأمن للتجديد والفرنسيين يساعدونه لتبقى المهام كما هي رغم الضغوطات".

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أنّ "الأميركيين والإسرائيليين يضغطون كلّ عام مع اقتراب موعد التجديد لقوات الطوارئ الدولية من أجل تغيير صلاحياتها"، مضيفة أن التوجه اليوم أكثر جدية بسبب الحرب والتطورات الأخيرة. وأشارت المصادر إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط في هذا السياق أيضاً في ولايته الأولى لعدم تمويل الولايات المتحدة الحصة التي تدفعها لليونيفيل كونه يعتبر أنها لم تقم بالمهمة كما يجب، وهذه السنة المشهد يتكرّر".

كذلك، كشفت المصادر نفسها أنّ "الأميركيين سيرسلون وفداً عسكرياً لإجراء تقييم وبناءً عليه سيتخذون القرار، لكن لا معلومات بعد حول موعد مجيء الوفد، فيما يعمل لبنان على التجديد". ودائماً ما تخرج إلى العلن سيناريوهات عديدة مع اقتراب موعد التجديد لليونيفيل قبل إقراره، بحيث تعلو الضغوطات، خصوصاً الأميركية، لتوسعة حركة القوات الدولية وتعزيز حضورها في الأماكن التي تُعرف بأنها خاضعة لحزب الله، مع مطالبات تصل إلى نقل مهامها من الفصل السادس، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الصادر عام 2006، والداعي إلى حل النزاع بالطرق السلمية، إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو إلى فرض القرار بالقوة، وهو ما يرفضه لبنان.

في المقابل، تخوض فرنسا معركة التمديد بتقديمها صيغاً مقبولة مع تمسّكها ببقاء اليونيفيل جنوباً، علماً أن المشهدية تختلف اليوم بعد العدوان الأخير، واستمرار الخروقات الإسرائيلية، وتمسّك إسرائيل ببقائها في المواقع الخمسة التي تحتلها جنوباً، ما يبقي جميع الاحتمالات مفتوحة.

وكانت وسائل إعلام عبرية، أفادت أمس الأحد، بتوافق الولايات المتحدة وإسرائيل على الدعوة لإنهاء مهمة قوة "اليونيفيل" الأممية في جنوب لبنان، واتخاذ قرار نهائي بذلك في مجلس الأمن الدولي خلال أغسطس/آب المقبل. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الخاصة، إن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا إنهاء مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل)، المتمركزة في الجنوب اللبناني منذ 1978. وأشارت إلى أن "إسرائيل قررت الانضمام إلى موقف الإدارة الأميركية الداعي إلى إنهاء مهمة القوة".

بدورها، اكتفت مصادر في "اليونيفيل" بالقول لـ"العربي الجديد"، إننا "مستمرّون في أداء مهامنا، ونحن نلتزم بتكليف مجلس الأمن، بموجب قراره وبناءً على طلب الحكومة اللبنانية". وتركّزت الأنظار في الفترة الماضية على المهام التي تقوم بها اليونيفيل في الجنوب، والتي تحوز تأييداً دولياً بضرورة استمرارها بأنشطتها بالتعاون مع الجيش اللبناني خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وللحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وعلى الرغم من تمسّك لبنان الرسمي بالتجديد لليونيفيل وأهمية بقائها في هذه الفترة بالذات مع استمرار المخاوف من تجدّد الحرب على وقع مواصلة إسرائيل اعتداءاتها وتوسعة رقعتها، هناك امتعاض داخلي من حرية نشاطها وحركتها، خصوصاً من أوساط حزب الله، وأهالي مناطق جنوبية، ترجم بارتفاع منسوب الإشكالات الميدانية في الأيام الماضية.

وتأتي التسريبات الإعلامية على وقع تصعيد إسرائيل اعتداءاتها في لبنان، وتوسعتها في الضاحية الجنوبية، ومواصلة تهديداتها بشنّ مزيد من العمليات العسكرية بزعم عدم تنفيذ لبنان التزامات وقف إطلاق النار، وذلك بضوءٍ أخضر أميركي، يضغط بدوره لأجل إسراع السلطات اللبنانية بنزع سلاح حزب الله. كما جاءت التسريبات في وقتٍ يكثر الحديث الإسرائيلي عن عدم ثقة بالقوات الدولية، وعدم جدوى بقائها.

من جهته، يؤكد لبنان التزامه بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتعاون مع قوات اليونيفيل لتنفيذ تعهّداته، الأمر الذي يترجمه بالمهام التي يقوم بها الجيش اللبناني بمداهمة منشآت ومبان ومواقع تابعة لحزب الله أو لمنظمات مسلحة، ومصادرة الأسلحة، إلى جانب تكثيف نشاطه أخيراً بالكشف على الأبنية منها في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي يُبلّغ باحتوائها على أسلحة أو ذخائر تابعة للحزب.

وكشف الجيش اللبناني أمس الأحد على أحد المباني التي استهدفها الاحتلال في غاراته الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما أبلغته لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بذلك، تحت طائلة استهدافه بذريعة احتوائه على ذخائر لحزب الله، إلا أنه لم يعثر على أي أسلحة.

في السياق، تؤكد مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجيش يواصل مهامه بالتنسيق مع اللجنة، والتواصل قائم مع الأميركيين، لكنّ هناك انتظاراً أيضاً للجهة التي ستتسلّم الملف اللبناني في الولايات المتحدة من نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية