واشنطن بوست: خفايا انهيار تحالف ترامب وماسك من خلف الأبواب إلى العلن
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير موسّع عن تفاصيل التوتر المتصاعد والانفصال السياسي العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، بعد شهور من الخلافات الداخلية. واستند التقرير، المنشور مساء السبت، إلى مقابلات مع 17 شخصية مطّلعة من داخل البيت الأبيض والإدارة الأميركية، تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المعلومات.

ووصل ماسك إلى واشنطن في يناير/كانون الثاني باعتباره الحليف الأقوى لترامب، حيث كان يمضي لياليه في غرفة لينكولن (وهي غرفة نوم شهيرة داخل البيت الأبيض، سُميت على اسم الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن). لكن فترة التفاهم مع ترامب لم تدم طويلًا، إذ تسببت أساليبه الفظة، وافتقاده للحسّ السياسي، واختلافاته الأيديولوجية مع كبار المسؤولين في الإدارة، وصولًا إلى الرئيس نفسه".

وبحسب مصادر تحدّثت لـ"واشنطن بوست"، عبّر ترامب خلال مكالمات خاصة مع مقربين منه عن صدمته من تحوّل ماسك إلى منتقد شرس له، متهماً إياه بـ"مدمن مخدرات من الدرجة الأولى". ويأتي هذا الوصف بعد تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام ماسك المفرط لعقار الكيتامين لعلاج الاكتئاب، وتأثيره فيه جسدياً، ولا سيما في أثناء تنقله في الحملة الانتخابية، حيث قيل إنه اشتكى من مشاكل في المثانة، وكان يحمل معه علبة دواء تحتوي على حبوب شبيهة بـ"الأديرال".

وصرّح مسؤولون في البيت الأبيض بأن المخاوف من سلوك ماسك وتناوله للمواد الطبية النفسية، استناداً إلى ما نشرته وسائل الإعلام، لعبت دوراً محورياً في ابتعاد الرئيس عنه. ورغم ذلك، كان ترامب أكثر تحفظاً في الرد العلني على ماسك، على عكس ما اعتاده عند تعرضه لهجمات شخصية، وطلب من نائبه جي دي فانس عدم التحدث عن وضع ماسك علناً. 

وأشار التقرير إلى أن التصدع في العلاقة بين الطرفين بدأ منذ فبراير/شباط، عندما أرسل فريق ماسك بريداً إلكترونياً حكومياً يطلب من الموظفين ذكر "خمسة إنجازات أسبوعية"، وهو ما أثار امتعاض كبار المسؤولين، ولا سيما بعد أن وصل البريد حتى إلى قضاة اتحاديين لا يتبعون للسلطة التنفيذية.

ولم يُخطَر مسؤولو مجلس الوزراء وقادة الوكالات الأخرى مسبقاً بالمذكرة، ما تسبب في ذعر على أعلى مستويات إدارة ترامب. وعندما علم المسؤولون أن البريد الإلكتروني قد أُرسل إلى بعض قضاة المقاطعات الفيدرالية، الذين ليسوا جزءًا من السلطة التنفيذية، وغيرهم ممن يتعاملون مع معلومات سرية، تزايد الشعور بأن ماسك أساء فهم الحكومة الفيدرالية بشكل أساسي أو لم يكن لديه البراعة للمناورة من خلالها.

ولاحقاً، زادت حدة الخلافات بسبب سلوك ماسك وفريقه المعروف باسم "خدمة دوج الأميركية" (U.S. DOGE Service) ومحاولتهم تقليص منح وتمويلات اتحادية، وتسريح موظفين، وإغلاق وكالة التنمية الدولية، ما جعله هدفاً لهجمات من معارضي ترامب السياسيين، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "لم يُنتخب إيلون ماسك من أحد".

وفي حادثة نادرة، أكد المستشار السابق ستيف بانون أن مواجهة جسدية نشبت بين ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بعد جدال حول من يجب أن يتولى منصب مفوض مصلحة الضرائب. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن ستيف بانون، المدون اليميني المؤثر والمستشار السياسي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وماسك، تبادلا اللكمات في البيت الأبيض في إبريل/نيسان الماضي. ووفقاً لبانون، وجه بيسنت لماسك اتهامات بالفشل في كشف الهدر الحكومي، ما دفع الأخير إلى دفعه بقوة، ليرد بيسنت عليه بضربة أخرى، قبل أن يتدخل موظفون لفض الاشتباك.

وكشف التقرير عن ضربة موجعة تلقاها ماسك عندما قرر ترامب إلغاء ترشيح جاريد إيزاكمان، حليف ماسك، لرئاسة وكالة ناسا، بعد أن تلقى الرئيس معلومات عن تبرعات إيزاكمان لمرشحين ديمقراطيين، الأمر الذي اعتبر إخلالاً بمعايير الولاء السياسي داخل إدارة ترامب. ورغم محاولة ترامب إظهار التماسك، انفجر الخلاف علناً عندما هاجم ماسك مشروع قانون ترامب الاقتصادي على منصة إكس، معتبراً أن الهدف من التشريع ضرب صناعة السيارات الكهربائية. ورد ترامب باتهامه لماسك بالأنانية والسعي للحفاظ على الامتيازات الضريبية لشركته "تسلا". وخلف الأبواب المغلقة، كان الانتقام من ماسك موضوع نقاشات بين مسؤولي الإدارة.

وبحسب أحد المقربين من الرئيس، لا تزال هناك آمال بمصالحة بين ترامب وماسك، لكن من غير المتوقع أن تعود العلاقة كما كانت، ولا سيما بعد تهديد ماسك بإطلاق حزب جديد باسم "حزب أميركا"، وتلميحه إلى امتلاك وثائق قد تُحرج ترامب في قضية جيفري إبستين، رجل الأعمال الأميركي المتهم بإدارة شبكة استغلال جنسي، والذي عُثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2019 وسط شكوك حول ملابسات وفاته.

ودعا ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال"، إلى التدقيق العام في عقود ماسك الحكومية، ما قد يُعرّض إمبراطوريته التجارية للخطر، فيما يشعر الجمهوريون بالقلق من أن يتمكن أغنى رجل في العالم من استخدام خزائنه الوفيرة للانتقام منهم، خصوصاً مع طرحه فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث. وقال السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس) في بودكاسته يوم الجمعة: "أشعر وكأننا أطفال يعيشون وسط طلاق عاصف، وكل ما نتمناه أن يتوقف الوالدان عن الصراخ". 

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية