تباينات في موقف الشارع اليمني من خطاب طارق صالح... انهزامي أم واقعي؟
عربي
منذ يوم
مشاركة

أثارت التصريحات الأخيرة لعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني العميد طارق صالح حالة من الجدل لدى الشارع اليمني، إذ اعتبرها الكثيرون محبطة، فيما ذهب آخرون إلى أنها تصريحات واقعية وصادقة وتأتي في سياق المكاشفة الحقيقية مع الشعب.

وكان العميد طارق صالح قد أكد خلال لقاء جمعه بعدد من الإعلاميين في الساحل الغربي، أمس الاثنين، عدم إمكانية المعركة والمواجهة في الوقت الحالي ضد جماعة الحوثيين، مشيراً لتعقيدات كبيرة تحيط بالملف اليمني، وأن المعركة حالياً "غير ممكنة".
وأوضح العميد صالح أن تعقيدات المرحلة الحالية في اليمن كبيرة وأن "أميركا دخلت المعركة وخرجت منها"، وأن الملف اليمني دخلت فيه دول كبيرة، على مسار الأزمة.

وتابع العميد صالح "إذا كانت الولايات المتحدة نفسها تدخل وتخرج من المشهد، يأتي البعض ليسأل: لماذا لم يحارب طارق؟ ولماذا لم يحارب سلطان؟". وشدد على أن "المشهد اليمني لم يعد شأناً محلياً فقط، بل دخلت فيه دول كبرى، ولم تعد إيران هي اللاعب الوحيد، بل أصبحت خلفها روسيا والصين".

وقال إن هناك تعقيدات أكبر من اليمنيين وهناك دول لاعبة في المشهد اليمني، وإذا كان هناك حرب سنحارب وإذا لم يكن هناك حرب "نرجع نسفلت (تعبيد الشوارع)". وأشار إلى أن الحوثي بالمثل، يهرب من معركة لأخرى، لعجزه عن مواجهة حقوق وغضب الناس في مناطق سيطرته المسلحة.

واتهم طارق صالح، الحوثي، بأنه أداة من أدوات إيران والحرس الثوري في المنطقة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار الذي جرى بين أميركا والحوثي، لم يكن الأخير على علم به، وأن المفاوضات جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران عبر الوسيط العماني. واعترف بوجود خلافات بين القوى المناهضة للحوثيين، وأنها أثرت عليهم في مسار المعركة، غير أنه هون من تلك الخلافات بالقول: "إن التباينات بين القوى السياسية أمر طبيعي"، مؤكداً "أن التوافق على الأهداف المشتركة هو الأهم". وأضاف "الخلافات تذوب مع الوقت والجميع يعي مسؤولياته".

ودعا صالح، الإعلاميين اليمنيين العاملين داخل البلاد إلى تولي زمام المبادرة في المعركة الإعلامية ضد جماعة الحوثي، مشدداً على أن الخطاب الإعلامي الصادر من الخارج لا يلامس الواقع ولا يدرك تعقيدات المرحلة. وقال: "نريد أن يكون للإعلاميين في الداخل التأثير الأكبر والصدى الأوسع. لا يمكن لشخص يعيش في هولندا أو مصر أن يقود الإعلام المقاوم للحوثيين وهو بعيد عن الأرض". وأضاف: "نحن نعيش بين أهلنا، نعمل ونبني ونتحمل الصعوبات على الأرض"، مشيراً إلى أن من هم في الداخل "أكثر إدراكاً لحجم التعقيدات في المشهد اليمني، وللتشابكات السياسية والعسكرية التي باتت تتجاوز حدود البلاد".

أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور معن دماج، علق على الخطاب بتغريدة على صفحته بموقع فيسبوك، قال فيها إن "تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح حول عدم إمكانية المعركة مؤسفة، لأنها تعني رمي ورقة التهديد بالمعركة بدون أي مقابل - خصوصاً أنه صرح قبل أسابيع بالجاهزية التامة لخوض المعركة والانتصار بها".

مدير عام قناة بلقيس الصحافي أحمد الزرقة، غرد بالقول: "يقول طارق صالح إنه سيتفرغ لسفلتة الشوارع وهي معركته خلال الفترة القادمة، تصريحات الرابض في المخا تدل على عقلية سياسية وعسكرية ضحلة أدمنت الهزائم والهروب من المواجهات، المشكلة أنه يلقي نكاتاً سمجة ويجد من يصفق له بحرارة". وأضاف: "كان ينتظر من ترامب أن يستدعيه لميدان المعركة لكنه أصيب بالخذلان عندما توقفت الغارات الأميركية، عموماً فليستمر طارق بصقل سيفه لمعركة لن يخوضها فمن لم يحارب في صنعاء لن يحارب في أي مكان آخر".

بالتوازي مع ذلك، برزت أصوات ترى أن العميد صالح قال كلاماً واقعياً، يعبر عن واقع معاش، ولم يقل جديداً في حديثه، كما هو الحال مع الصحافي عبدالله دوبلة، الذي علق على خطاب العميد صالح بتغريدة قال فيها "لم يقل طارق صالح جديداً، لم يعد قرار الحرب يمنياً يمنياً، وهذا ليس سراً، وقال حتى تحين الحرب سنستعد لها ونشتغل على التنمية، وطارق صالح من يعرفه يعرف أنه صادق وما يجول في خاطره يقوله على لسانه، وكلامه الأخير سليم ويعكس واقع الحال، ولا فيه أي شيء لمن لا يملك أي خصومة سابقة تجاه الرجل".

الصحافي في قناة الجمهورية، أدونيس الدخيني، علق على خطاب العميد صالح بالقول: "طارق صالح هنا في الميدان، بين حر المخا وغباره، هو وأبناؤه، ما زالت بلاده تناسبه ويقاتل دفاعاً عنها برؤيته ومشروعه: قتال وتنمية، ومن لديه رؤية أفضل منه، يتفضل والميدان أمامه. نصائح من المنافي وتحديد ما الذي يجب أن يكون وما يجب أن يقال، لا أحد بحاجة لها".

الناشط السياسي عبدالسلام عبيد، قال لـ"العربي الجديد" إن تصريحات العميد طارق صالح "محبطة خاصة في ما يتعلق بحديثه عن المعركة ضد الحوثيين، لكنها بالمجمل تعبير عن موقف مجلس القيادة الرئاسي الذي لم تعد معركة التحرير موجودة إلا في بعض خطاباته فقط، بعد تسليمه بعدم امتلاكه القرار الذي بات في يد دول وقوى إقليمية، وربما هذا الخطاب سيحيي من جديد المقاومة الشعبية ضد الحوثيين باعتبار أن معركة التحرير مطلب شعبي وجماهيري، والمقاومة الشعبية متحررة من الضغوط الخارجية والدولية وهي مستقلة في قرارها".

يشار إلى أن العميد طارق صالح يشغل منصب عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وهو مؤسس قوات المقاومة الوطنية أو ما يعرف بحراس الجمهورية، وهي ألوية عسكرية تأسست بعد حل تحالف المؤتمر الشعبي العام والحوثيين عقب مقتل الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح على يد حلفائه الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2017. وأسس صالح قوات المقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات، والمكونة من عدد من الألوية العسكرية التي تتخذ من الساحل الغربي اليمني وتحديداً مدينة المخا ومضيق باب المندب غربي اليمن مقراً لها، ولها جناح سياسي يعرف باسم المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية