بدأت النيابة العامة المصرية، كشف غموض انتحار طالبة جامعية، من أعلى مبنى كلية العلوم بجامعة الزقازيق، شرق دلتا النيل. وتوصلت إلى أدلة حول وجود مشاكل اجتماعية محيطة بالفتاة، دفعتها للكتابة قبل وفاتها حول نية الانتحار. وأصدر النائب العام المصري المستشار محمد شوقي عياد، بيانا رسميا حول واقعة وفاة الطالبة بكلية العلوم جامعة الزقازيق، التي شغلت الرأي العام خلال اليومين الماضيين، والمعروفة إعلاميا بـ"فتاة حلوان"، موضحا أن النيابة العامة باشرت التحقيقات فور تلقيها بلاغا بسقوط الطالبة من الطابق الخامس بمبنى الكلية، مما أدى إلى وفاتها.

وأوضح البيان أن النيابة العامة قامت بمناظرة جثمان المتوفاة وتبيّنت ما به من إصابات، كما انتقلت على الفور إلى مسرح الواقعة لمعاينته، حيث تبين من مراجعة تسجيلات آلات المراقبة بالكلية صعود الطالبة المتوفاة بمفردها إلى الطابق الخامس، بينما أظهرت إحدى اللقطات لحظة سقوطها أرضا.

واستمعت النيابة إلى أقوال عددٍ من الطلاب، من بينهم طالب أكد أنه شاهد المتوفاة أثناء صعودها بمفردها إلى أعلى مبنى الكلية، قبل أن يُفاجأ بسقوطها، وعند صعوده إلى الطابق نفسه، عثر على متعلقاتها دون وجود أي أشخاص آخرين برفقتها وقت وقوع الحادث. وأضاف الشهود أن الطلاب هرعوا إلى موقع السقوط فور وقوع الحادث، فوجدوا المتوفاة غارقة في دمائها وبها إصابة بالغة بالرأس، وقد حاول أحدهم إسعافها بينما قام آخرون بإبلاغ هيئة الإسعاف، التي تلقت 12 بلاغا عن الحادث، وقد صلت إلى مكان الحادث في غضون خمس دقائق، وجرى نقل الطالبة متوفاة إلى المستشفى خلال عشر دقائق، بينما لحقتها سيارتان إضافيتان. وقد تأكدت النيابة من هذه الوقائع بمراجعة كاميرات المراقبة في محيط موقع الحادث.

وأفاد والد المتوفاة أثناء التحقيق بأنه تلقى اتصالا هاتفيا يُبلغه بسقوط ابنته من علوٍّ ونقلها إلى المستشفى، بينما أقرت والدة الطالبة وشقيقتاها خلال استجوابهن بوجود خلافات أسرية. وبعد فحص الهاتف المحمول الخاص بالطالبة، تبين للنيابة وجود رسائل نصية ومحادثات تشير إلى تعرضها لظروف اجتماعية وضغوط نفسية وخلافات أسرية، كما كشفت التحريات وجود رسالة أرسلتها قبل وقوع الحادث بدقيقة واحدة، تُشير إلى نيتها الإقدام على الانتحار.

وعليه، أمرت النيابة العامة بطلب تحريات الشرطة حول الواقعة، كما ندبت الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان ما به من إصابات، وتحديد سبب الوفاة، وما إذا كانت هناك أي شبهة جنائية في الحادث.