
الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
أفاد مصدران أمنيان مصريان، مساء امس ، لوكالة “رويترز” بأن المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد تقدّماً ملحوظاً، رغم استمرار عدد من النقاط الخلافية.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من جانب حكومة العدو الإسرائيلية أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نفى مسؤول إسرائيلي، وفقاً لما نقله الصحفي باراك رافيد مراسل موقع “أكسيوس”، حدوث أي اختراق حقيقي في المحادثات، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وبحسب المصدرين المصريين، فإن هناك توافقاً مبدئياً بين الأطراف المعنية بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، غير أن الخلاف لا يزال قائماً بشأن بعض المسائل الجوهرية، وعلى رأسها ملف أسلحة حركة حماس.
ويصرّ الاحتلال على مطلب نزع سلاح الحركة، وهو ما ترفضه الأخيرة بشكل قاطع، مؤكدة في مناسبات متعددة عدم استعدادها للتخلي عن سلاحها، الذي تعتبره جزءاً من حقها المشروع في مقاومة الاحتلال.
وفي السياق ذاته، لم تُصدر مصر وقطر، الوسيطتان في هذه المحادثات، أي تصريحات رسمية حول مخرجات الجولة الأخيرة. إلا أن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، صرّح الأحد بأن اجتماعاً عقد مؤخراً في الدوحة أحرز بعض التقدم، غير أنه أقرّ بعدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سبل إنهاء الحرب.
وفي تصريح أدلى به لوكالة “رويترز” السبت الماضي، أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحركة حماس، انفتاح الحركة على التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، مشيراً إلى أنها تسعى لحشد الدعم لهذا الطرح من قِبل الوسطاء الإقليميين والدوليين.
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين، والتي انطلقت في 19 يناير/كانون الثاني بوساطة مصرية–قطرية ورعاية أمريكية، قد انتهت مطلع مارس/آذار المنصرم. وفي حين التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، عن تنفيذ المرحلة الثانية، رضوخاً لضغوط اليمين المتطرف ضمن ائتلافه الحاكم، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
منذ ذلك الحين، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية، عبر تنفيذ غارات جوية مكثفة استهدفت في معظمها الأحياء السكنية والمخيمات المكتظة بالنازحين، ما فاقم من حجم الكارثة الإنسانية وأدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية داخل القطاع.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى كارثياً، في ظل استمرار الحصار الخانق، والنقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود، فضلاً عن استهداف المستشفيات ومراكز الإيواء، وسط دعم أمريكي غير مشروط للعمليات الإسرائيلية.
المصدر: رويترز