العواصف الرملية تهدد محاصيل الزراعة وتدهور الآراضي
Reports and Analysis
6 hours ago
share

تكبد العواصف الرملية والترابية العالم خسائر كبيرة، وتهدد الزراعة بتقليل كمية وجودة والمحاصيل، وتؤثر على نحو 330 مليون شخص بسبب تغير المناخ. وبلغت تكلفة التعامل مع عواصف الغبار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 150 مليار دولار سنويا.

ووفق تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، فإن العواصف الرملية والترابية تؤدي إلى “وفيات مبكرة” بسبب تغير المناخ؛ حيث يتأثر بها أكثر من 330 مليون شخص في 150 دولة. وتعد اليمن واحدة من الدول التي تتأثر بالعواصف الرميلة.

وأعلنت الأمم المتحدة تخصيص الفترة من 2025 إلى 2034 عقداً أممياً لمكافحة العواصف الرملية والترابية، حيث أصبحت واحدة من أكثر التحديات العالمية الناجمة عن تغير المناخ، وتدهور الأراضي، والممارسات غير المستدامة.

في الثاني عشر من يوليو/تموز من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة العواصف الرملية والترابية؛ لتوعية السكان حول العالم بخطر هذه العواصف، التي تعد واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية انتشارًا في العالم.


        مواضيع مقترحة

العواصف الرملية والترابية

وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، “سيليست ساولو”، بأن العواصف الرملية والترابية لا تقتصر على “نوافذ متسخة وسماء ضبابية، بل إنها تضر بصحة ملايين البشر ونوعية حياتهم، وتكلف ملايين الدولارات من خلال تعطيل النقل الجوي والبري، والزراعة، وإنتاج الطاقة الشمسية”.

وقال رئيس الجمعية، “فيليمون يانغ”، إن الجسيمات المحمولة جواً من هذه العواصف تساهم في وفاة سبعة ملايين شخص في سن مبكرة سنوياً، مضيفاً أنها تؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، وتقلل من غلة المحاصيل بنسبة تصل إلى 25%؛ مما يتسبب في الجوع والهجرة.

وقالت “لورا باترسون”، ممثلة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لدى الأمم المتحدة، للجمعية العامة للأمم المتحدة: “ينبعث نحو 2 مليار طن من الغبار سنويا، وهو ما يعادل 300 هرم من أهرامات الجيزة العظيمة في مصر”.

وأضافت باترسون أن أكثر من 80% من غبار العالم يأتي من الصحاري في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لكن له تأثير عالمي لأن الجسيمات يمكن أن تنتقل مئات وحتى آلاف الكيلومترات عبر القارات والمحيطات.

وقالت “رولا دشتي”، وكيلة الأمين العام ورئيسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، أمام الجمعية “أن تكلفة التعامل مع العواصف الرملية والغبارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ 150 مليار دولار سنويا، أي ما يقرب من 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي”.

وأضافت دشتي: “شهدت المنطقة العربية في هذا الربيع وحده اضطرابات حادة”، مستشهدةً بالعواصف الشديدة في العراق التي غمرت المستشفيات بحالات الجهاز التنفسي، والعواصف في الكويت وإيران التي أجبرت على إغلاق المدارس والمكاتب، وانتشر غبار الصحراء الكبرى في أفريقيا حتى منطقة البحر الكاريبي وفلوريدا.

وفي الولايات المتحدة، تسببت عوامل التعرية الناتجة عن الغبار والرياح في أضرار بلغت 154 مليار دولار عام 2017، أي أربعة أضعاف المبلغ المُتكبد منذ عام 1995، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “نيتشر” العلمية.

وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الصحة العالمية أيضا من أن العبء الصحي آخذ في الارتفاع بشكل حاد، حيث يتعرض 3.8 مليار شخص -ما يقرب من نصف سكان العالم- لمستويات الغبار التي تتجاوز عتبات السلامة التي حددتها منظمة الصحة العالمية بين عامي 2018 و2022، مقارنة بـ 2.9 مليار شخص تأثروا بين عامي 2003 و2007.

العواصف الرملية تهدد الزراعة وتدهور الآراضي
مواطن بالقرب من منزله الذي تهدده الرمال في تهامة غربي اليمن (ريف اليمن)

التأثير على الزراعة

وتؤثر العواصف الغبارية والترابية على سبل العيش الزراعية في اليمن، وتوقعت الفاو في نشرة يوليو/ تموز الجاري “أن تزيد رياح معتدلة إلى قوية من نشاط الغبار، بتركيزات تتراوح بين 200 و500 ميكروغرام/متر مكعب، على طول المناطق الساحلية للبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب”.

وتشكل العواصف الترابية الساحلية تحديات كبيرة لسبل العيش الزراعية في اليمن، بتأثيراتها المباشرة على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والمراعي، بحسب نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة على منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في اليمن.

تشكل العواصف الرملية والغبارية تهديدًا كبيرًا للزراعة في جميع أنحاء العالم؛ مما يؤثر على المزارعين والمجتمعات المحلية، وتُلحِقُ هذه العواصف أضرارًا بالمحاصيل وبالثروة الحيوانية؛ مما يؤدي إلى انخفاض الغلات وتردي جودة الأغذية.


تشكل العواصف الترابية الساحلية تحديات كبيرة لسبل العيش الزراعية في اليمن بتأثيراتها المباشرة على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والمراعي


ووفق منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فإن “الرمال والغبار التي تحملها الرياح العاتية تجرّد التربة من المغذيات؛ مما يزيد من صعوبة نمو المحاصيل، ويقلل من جودتها، ويؤدي الضرر المادي الذي يلحق بالمحاصيل بسبب الجزيئات الصلبة إلى تقلّص المحاصيل، وانحسار القيمة الغذائية للمنتجات.

وتتأثر الثروة الحيوانية أيضًا، وتواجه مشاكل صحية وارتفاع الوفيات؛ بسبب استنشاق الهواء المليء بالغبار والإجهاد أثناء العواصف، وتنتشر الأمراض التي تحملها جزيئات الغبار بين النباتات والحيوانات؛ مما يزيد من تعريض الإنتاجية الزراعية للخطر.

وتخلق العواصف الرملية والغبارية تحديات إضافية لا تقتصر على المزارع فقط؛ إذ يمكن أن تتلوث مصادر المياه بالرواسب التي تحرّكها العواصف الترابية؛ مما يؤثر على كلّ من مياه الشرب وريّ المحاصيل.

وبالإضافة إلى ذلك، يمتد الضرر إلى المعدات الزراعية والبنية التحتية؛ مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى المزارعين الذين يعانون بالفعل مع انخفاض غلاتهم.

كيف تتأثر اليمن؟

في اليمن تُعد العواصف الرملية والترابية من أكثر الظواهر البيئية تأثيرًا على حياة السكان والمزارعين، خاصة في المناطق الساحلية والصحراوية. وتأثرت خلال العقود الماضية كثير من المناطق الزراعية.

ويشكو كثير من المزارعين في اليمن من العواصف الترابية والرملية، والتي تسببت في طمر الأراضي الزراعية بالرمال. وتعاني مناطق واسعة من ظاهرة التصحر في عدة محافظات يمنية أبرزها أبين والحديدة وتعز ومأرب.

وعملت العواصف الرميلة على طمر الأراضي والمزروعات والآبار، ويعجز كثير من المواطنين عن استعادة أراضيهم، ودفع تكاليف المعدات الثقيلة التي تعمل على جرف الكثبان الرملية من الأراضي الزراعية، وزيادة إنتاجها.

وطمرت العواصف الرميلة عشرات الآبار في مديريات الساحل التهامي، أبرزها مديريات “موزع” و”المخا” و”الزهاري”، وفي تقرير سابق نشرته منصة ريف اليمن، أفادت تقديرات أن عدد الآبار التي طمرتها الرمال تزيد عن 800 بئر متفرقة في القرى والمزارع القريبة من الصحراء.

وبلغت نسبة التصحر في اليمن 17,5 بالمئة عام 2023 بمعنى أنها ارتفعت للضعف خلال 8 سنوات الماضية، حيث كان التصحر في العام 2015 لا يتجاوز 8,87 بالمئة، وتعرضت اليمن لثمانية أعاصير ما بين 2015 – 2023 فاقمت التصحر.

The post العواصف الرملية تهدد محاصيل الزراعة وتدهور الآراضي first appeared on ريف اليمن.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows