
يقع سد مأرب (الحديث) في وادي ذنة بين جبلي البلق الشمالي والأوسط، ويُعدّ من أكبر الحواجز المائية في اليمن، حيث يمثل امتداداً حديثاً لسد مأرب التاريخي، أحد أقدم مشاريع الري في العالم، الذي أسهم منذ مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد في تحويل مأرب إلى واحة زراعية مزدهرة في جنوب الجزيرة العربية.
تم وضع حجر الأساس للسد الجديد في 2 أكتوبر 1984، على بُعد ثلاثة كيلومترات من موقع السد القديم، وبدأ تشغيله في 21 ديسمبر 1986 بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، بمبادرة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونفذته شركة تركية متخصصة.
يبلغ طول الحاجز 763 متراً، وارتفاعه 38 متراً، وتغطي بحيرته مساحة تقارب 30 كيلومتراً مربعاً، مع قدرة تخزينية تصل إلى 400 مليون متر مكعب، يعمل السد على تصريف المياه بمعدل 35 متراً مكعباً في الثانية، لتوفير الري لحوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في مأرب.
ويشتمل النظام المائي على ثلاثة سدود تحويلية تساهم في تنظيم تدفق المياه وإعادة توزيعها، خاصة في المناطق الواقعة أسفل السد التي كانت تعاني من حرمان مائي بسبب سرعة جريان السيول، وتُغذّى بحيرة السد بمياه السيول المنحدرة من مديريات غرب مأرب وشرق صنعاء وجنوبها الشرقي، إضافة إلى شرق محافظة ذمار وشمال شرق البيضاء.
وقد صُمم السد للسيطرة على السيول المتدفقة من المرتفعات الجبلية، بما يعزز من كفاءة الاستفادة من الموارد المائية ويعيد إحياء دور مأرب الزراعي والحضاري الذي امتد لعصور.
وعلى مدار سنوات الحرب، ظل سد مأرب وقنواته وجهة سياحية ومتنفساً بارزاً يستقطب الزوّار من النازحين وسكان المدينة، بالإضافة إلى زائرين من محافظات أخرى، غير أن هذه الزيارات توقفت منذ عام 2020، مع اقتراب المواجهات من محيط السد وتمركز المقاتلين على أطرافه من كلا الجانبين.
فيما يلي نستعرض مجموعة من الصور التي توثّق أكبر السدود في اليمن، بعدسة موقع المحافظة ووسائل إعلام محلية.
صور للسد:
قنوات للسد ومجاريه:
The post سد مأرب.. أكبر حواجز المياه في اليمن first appeared on ريف اليمن.