مسيرة ضخمة في الرباط تنديداً بالتجويع والإبادة في غزة
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

تظاهر مئات آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، تنديداً بما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع وإبادة جماعية وتهجير، معبرين عن رفضهم للصمت الدولي و"الخذلان العربي" إزاء ما يقع من جرائم، واستنكارهم لمواصلة التطبيع مع دولة الاحتلال.

وسار المشاركون في المسيرة التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية تضم 15 تنظيماً سياسياً وحقوقياً ونقابياً) تحت شعار "رفضاً للتقتيل والتهجير والتجويع ومن أجل إسقاط التطبيع"، من باب الحد التاريخي إلى شارع محمد الخامس في وسط العاصمة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الشعب المغربي مع وحدة الأمة ضد العدوان مع المقاومة حتى التحرير وإسقاط التطبيع"، "غزة حرة"، "خلص الطحين بغزة"، "غزة تموت جوعاً وعطشاً يا أمة المليار"، "لا ماء لا غداء لا دواء فقط شلال الدماء والأشلاء".

وبحضور عدد من الشخصيات الحقوقية واليسارية والإسلامية، وفعاليات نقابية ونسائية وشبابية وطلابية، ردد المشاركون في المسيرة هتافات منددة بجرائم الاحتلال في غزة وبالدعم والتواطؤ الأميركي، وأخرى تحيي غزة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، من بينها "سحقاً سحقاً بالأقدام لصهيون وأمريكان"، "يا صهيون يا ملعون فلسطين في العيون"، "يا أحرار في كل مكان ثوروا ضد أمريكان"، "عاشت فلسطين عاشت غزة عاشت المقاومة"، "فلسطين قوية غزة قوية المقاومة قوية"، "غزة تقاوم والأنظمة تساوم"، "يا أبو عبيدة طل تشوف هذا المغرب ع المكشوف شعب المغرب كله معك"، "كلنا فدا غزة الصامدة"، "أيها العاجزون كلنا مقاومون"، "يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "الشهيد خلى (ترك) وصية لا تنازل عن القضية"، "الشعب يريد تحرير فلسطين"، "المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين"، "وعهد الله لن نخون فلسطين".

كما ردد المحتجون الذين أتوا من مناطق مختلفة من المغرب شعارات منددة بالتطبيع مع دولة الاحتلال، من بينها "ناضل يا مناضل ضد التطبيع ضد الهرولة ضد الصهاينة"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة". وبينما أُحرق العلم الإسرائيلي، استنكر المحتجون ما سموه ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي، وصمت المؤسسات الأممية أمام جرائم ترتقي إلى "إبادة جماعية ممنهجة"، مطالبين بمحاكمة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية وبضرورة التحرك العاجل لوقف هذه المجازر ورفع الحصار. كذلك، أدان المشاركون في المسيرة الموقف العربي الرسمي، الذي وصفوه بـ"المخزي والمتخاذل"، معتبرين أن صمت الأنظمة العربية تجاه ما يجري في غزة "ليس سوى شكل من أشكال الشراكة في الجريمة".

وتأتي مسيرة الرباط في سياق النداء العالمي الذي أطلقته حركة "حماس"، للدعوة إلى يوم غضب شعبي ضد سياسة التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً. وبحسب "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، فإن التجويع الممنهج الذي تمارسه آلة الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، خاصة في شمالها، عبر تدمير البنية التحتية ومخازن الغذاء ومنع دخول المساعدات، هو سلاح إبادة جماعية يهدف إلى كسر إرادة الصمود وفرض الاستسلام على شعب اختار المقاومة حتى التحرير. وأدانت الجبهة، في بيان لها، "جريمة الصمت الدولي والتخاذل العربي عن وقف هذه الجريمة البشعة"، داعية الشعب المغربي إلى "مواصلة التعبئة والنضال لنصرة فلسطين ودعم المقاومة وشعبها الباسل".

وقالت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، في بيان لها، إن "صمود الشعب الفلسطيني، وأهلنا في غزة خاصة، في مواجهة آلة القتل والتجويع الصهيونية، يفرض علينا واجباً وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً للوقوف إلى جانبهم، والتعبير عن رفضنا لكل أشكال التطبيع والتواطؤ الدولي مع جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال".

وقال عضو السكرتارية الوطنية لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عبد الإله دحمان، لـ"العربي الجديد"، إن مسيرة الرباط تأتي في سياق مختلف اليوم، "إذ بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته ضد التهجير القسري والإبادة الجماعية وضرب كل مقومات الحياة البسيطة بغزة، وبعد فشل آلة القتل الصهيوني في تصفية المقاومة، لجأت (إسرائيل) إلى سياسة التجويع وقطع الإمدادات الغذائية، لذا نخرج اليوم تجاوباً مع نداء المقاومة، وكذلك مع التنظيمات النقابية الفلسطينية لنقول معاً وبصوت حر: لا للتجويع... لا للإبادة... غزة تسائل العالم الحر".

وتابع دحمان: "نحيي الحملة الأوروبية لأجل غزة ضد التجويع الذي قامت بإطلاق مبادرتها الشعبية والحقوقية والإعلامية لمواجهة الإبادة الجماعية البطيئة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة من خلال التجويع، والتدمير المنهجي للبنية التحتية، واستهداف المستشفيات، والمرافق الإنسانية، ومراكز الإيواء، بل حتى قوافل الإغاثة الإنسانية".

واعتبر أن "مسيرة الأحد موجهة ضد الإبادة الجماعية الممنهجة والقتل العمد والمباشر لعشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنون، وضد استخدام سياسة التجويع كسلاح، من خلال حصار شامل لمنع إدخال الغذاء، والماء والدواء والوقود. لن تكون الأخيرة، وسنستمر حتى يتحقق إسقاط الاحتلال الصهيوني أو نلقى الله على هذا العهد".

وتتواصل منذ 18 مارس/آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية