إطلاق صفارات إنذار غزة في "نداء استغاثة" مع تفاقم الوضع الإنساني
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من التداعيات المترتّبة على عملية التجويع التي يتعرّض لها أكثر من مليونَي فلسطيني، من جرّاء إغلاق المعابر الحدودية ومنع وصول الغذاء والدواء إلى داخل القطاع، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ أكثر من 21 شهراً مع حصار مشدّد.

وأطلقت مركبات الإسعاف في قطاع غزة صفّاراتها في آن واحد، اليوم الأحد، في "نداء استغاثة"، بحسب ما أوضحت وزارة الصحة، وكذلك في نداء للتحذير من تفاقم الجوع وتدهور الوضع الصحي من جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرّة في القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، علماً أنّ هدنة هشّة كانت قد دخلت حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025 لم تدم شهرَين، إذ استأنفت قوات الاحتلال عدوانها في 18 مارس/آذار منه.

ودوّت صفارات الإنذار من نطاق ثلاثة مستشفيات مركزية في قطاع غزة هي مجمّع الشفاء الطبي المدمّر بمدينة غزة شمالي القطاع، وفي مجمّع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوباً، ومستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح في الوسط. وإلى جانب مركبات الإسعاف التي شاركت في وقفة اليوم، رفع مسعفون وأطباء لافتات تدعو إلى سرعة التحرّك وسط الأزمة الإنسانية الكبيرة. ومن بين تلك اللافتات "600 ألف طفل معرّضون للموت" و"أطفال غزة يُقتلون بسبب الجوع"، بالإضافة إلى أخرى باللغة الإنكليزية موجّهة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

في هذا الإطار، قال المتحدّث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إنّ سرعة التحرّك عامل أساسي في وقف استشهاد مزيد من الأطفال المصابين بسوء التغذية، في ظلّ استمرار الجوع القائم. أضاف الدقران، في كلمة ألقاها على هامش الفعالية، أنّ الجوع في قطاع غزة وصل إلى مستويات كارثية، وأنّ أكثر من مليونَي شخص يواجهونه، مشيراً إلى أنّ الاحتلال يستخدم التجويع سلاحاً في قطاع غزة، وأنّ الأطفال يموتون جوعاً أمام عدسات الكاميرات.

واستنكر الدقران واقع أنّ "العالم صمّ آذانه عن صرخات الأطفال المجوَّعين في قطاع غزة"، وأشار إلى أنّ عملية التجويع المستمرّة أدّت إلى استشهاد 71 طفلاً بسبب الجوع وسوء التغذية، فيما استشهد أكثر من 900 فلسطيني وأُصيب أكثر من ستّة آلاف خلال سعيهم إلى توفير الغذاء في مختلف مناطق القطاع.

وتابع المتحدّث باسم مستشفى شهداء الأقصى أنّ منع الاحتلال إدخال إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية أدّى لانهيار المنظومة الصحية في القطاع بالكامل. يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد، منذ بداية حربه على الفلسطينيين في قطاع غزة، استهداف المنظومة الصحية بمختلف الوسائل المتاحة، الأمر الذي أدّى إلى تدهورها، وبالتالي تهديد أهل القطاع. وطالب الدقران الجهات المعنية بالضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات فوراً وبسرعة، والعمل من أجل تزويد القطاع بكامل الاحتياجات الغذائية والدوائية، في ظلّ الواقع الصحي القائم الذي ينعكس بصورة خطرة على حياة السكان.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أشارت، في وقت سابق، إلى أنّ "أعداداً غير مسبوقة من المواطنين المجوَّعين من كلّ الأعمار تصل الى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدَين"، محذّرةً من أنّ "المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتّم نتيجة الجوع وتخطّي قدرة أجسادهم على الصمود".

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بأنّ القطاع صار على أعتاب مرحلة "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوماً من إغلاق المعابر، على أثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمّدة ضدّ الفلسطينيين المحاصَرين فيه. وأوضح المكتب الحكومي، في بيان، أنّ إسرائيل تتعمّد ممارسة سياسة التجويع بوصفها جزءاً من حرب الإبادة التي تشنّها على الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال "منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحليب الأطفال، والوقود، وتشديد الحصار الكامل، في ظلّ نفاد الغذاء والدواء".

وإذ جدّد المكتب الإعلامي الحكومي التذكير بأنّ قطاع غزة "يتّجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضدّ أكثر من 2.4 مليون إنسان من بينهم 1.1 مليون طفل"، ندّد بـ"العالم (الذي) يتفرّج على ذبح غزة (...) بالتجويع والإبادة من دون أن يحرّك ساكناً". وأكّد، في بيانه نفسه، أنّ القطاع الفلسطيني "أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث".

ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي يومياً مجازر بحق منتظري المساعدات حتى في تلك النقاط التي قام بإنشائها لتوزيع الطرود الغذائية من خلال ما يسمى بمؤسسة "غزة الإنسانية"، إذ يعمد إلى استهداف الفلسطينيين مباشرة، ما تسبب باستشهاد (877) فلسطينياً وتسجيل أكثر من (5,666) إصابة، و42 مفقوداً، وفقاً لإحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية