
افتتحت مساء أمس السبت، على خشبة المسرح الأثري بقرطاج، الدورة التاسعة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي، أعرق وأكبر مهرجان صيفي في تونس، والذي تتواصل عروضه حتى 21 أغسطس/آب 2025.
جاء حفل الافتتاح بعمل موسيقي بعنوان "من قاع الخيّالية"، وهو تعبير تونسي يُقصد به الشيء العتيق المتجذّر في واقعه دون انقطاع أو انفصال عن بيئته، وهو ما سعى الموسيقار محمد القرفي إلى ترجمته موسيقياً من خلال العودة إلى الموروث الموسيقي التونسي بمختلف أنواعه: التراثي، والعصري، والسيمفوني.
ولتحقيق هذه الرؤية، استعان القرفي بالأوركسترا السيمفونية التونسية، وبفرقة الفنون الشعبية التونسية، وكورال "أصوات أوبرا تونس"، إلى جانب عدد من الفنانين التونسيين الذين أدّوا مجموعة من الأغاني التونسية، من بينهم: حمزة الفضلاوي ومحرزية الطويل وشكري عمر الحناشي، كما حلّ الفنان عبد الوهاب الحناشي ضيف شرف على السهرة، التي شهدت أيضاً تقديم مقاطع فنية بصوت وأداء الممثل جمال المداني.
تضمّن العرض لوحات مستوحاة من التقاليد التونسية، مثل "زفّة الختان" وأغانٍ تُؤدّى في الأعراس، غير أنّ هذا الجهد لم يُخفِ بعض النقائص التي أشار إليها عدد من المتابعين، من بينها غياب التنسيق بين الفقرات، والجمع بين أنماط موسيقية بدت متباعدة إلى حدّ التنافر. واعتبر بعض النقاد أنّ الحفل لم يرقَ إلى مستوى افتتاح مهرجان بحجم قرطاج محمّلين وزارة الشؤون الثقافية، المشرفة على تنظيمه، مسؤولية هذا الاختيار.
ولم يشهد حفل افتتاح الدورة الـ59 إقبالاً جماهيرياً كثيفاً، إذ بدت غالبية مقاعد المسرح، الذي يتّسع لأكثر من سبعة آلاف متفرّج، شاغرة، فيما غادر عدد من الحاضرين الحفل قبل نهايته، ما أفقد العرض بُعده الاحتفالي الذي تصنعه الجماهير في مثل هذه المناسبات.
