الرشـــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــ محلــــــــــية
أقدمت عناصر تابعة لمليشيا الحوثي في محافظة عمران على اعتقال عدد من موظفي مصنع أسمنت عمران، عقب مطالبتهم بحقوقهم الوظيفية، في خطوة أثارت موجة غضب واستنكار واسع، وسط اتهامات بتعسف إداري وفساد مالي يهدد مستقبل المصنع.
وبحسب مصادر مطلعة، تمت عملية الاعتقال بأوامر من القيادي الحوثي نايف عبدالله أبو خرشفه، المنتحل صفة مدير أمن المحافظة، وبإيعاز من صهره يحيى صالح عطيفة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت.
وأكدت المصادر أن الموظفين المعتقلين لم يرتكبوا أي مخالفات، وإنما طالبوا بتنفيذ حقوقهم المشروعة، معتبرين أن احتجازهم يعد انتهاكًا صارخًا للقانون والدستور، ويعكس نهجًا قمعيًا لإسكات الأصوات المطالبة بتحسين أوضاع العمل.
وأضافت أن عددًا من العاملين بالمصنع يعانون من أمراض مزمنة دون توفير التأمين الصحي أو الرعاية اللازمة، في وقت تُهدر فيه الموارد المالية للمصنع بمليارات الريالات دون رقابة أو محاسبة، وهو ما أدى إلى وفاة بعض العمال دون حصولهم على العلاج الذي يستحقونه.
وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية داخل المؤسسة تجبر العمال على توقيع تعهدات تحت التهديد بشأن اتهامات ملفقة، في إطار ممارسات وصفتها بالمخالفة للقوانين واللوائح.
وفي سياق متصل، انتقدت جهات من داخل المصنع قرار بيع مخزون الكلينكر الخام لتغطية تكاليف الصيانة، وهو توجه تدعمه قيادة المليشيا ممثلة بوزير الاقتصاد غير المعترف به، معتبرة أن بيع الكلينكر بعد الطحن هو الخيار الأنسب لضمان استمرارية الإنتاج وتوفير منتجات المصنع في السوق، بدلًا من منح الفرصة للمنافسين للاستحواذ.
وأكدت المصادر أن القيمة السوقية للكلينكر بعد معالجته ترتفع بشكل كبير مقارنة ببيعه كخام، ما يثير الشبهات حول وجود نوايا مبيتة لتفريغ المصنع من أصوله وتمكين جهات بعينها من الاستفادة غير المشروعة.
كما كشفت المصادر عن وجود رؤية متكاملة أعدها متخصصون داخل المصنع تتضمن تحليلًا دقيقًا للإشكالات والحلول الممكنة، لكن قيادة المليشيا تجاهلتها عمدًا، ما يُنذر بتفاقم الأزمة وتصاعد حالة الاحتقان في أوساط العاملين.
