الرشاد .. مراجعة شاملة ومسار وطني متجدد
حزبي
منذ 4 ساعات
مشاركة

الرشـــــــــــاد برس | تقريـــــــــــــــر
في خطوة تعبّر عن نضج سياسي وتنظيمي، أحيا حزب الرشاد – فرع مأرب الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب ، بندوة سياسية موسعة شكّلت محطة تقييم شاملة لمسيرة الحزب، تحت شعار:
“13 عاماً من العمل السياسي والمجتمعي في مواجهة التحديات الوطنية”، بحضور قيادات مركزية ومحلية، وممثلين عن مختلف فروع الحزب في المحافظة .
مراجعة وتقييم في زمن التحوّل:
نظّمت الندوة من قِبل الدائرة السياسية للحزب، وتناولت عبر ثلاث أوراق عمل محاور أساسية، أبرزها: الأداء السياسي في ظل الانقلاب وتراجع مؤسسات الدولة، العمل المجتمعي والإغاثي في ظل النزوح والأزمة الاقتصادية، إلى جانب البناء التنظيمي وتفعيل دور الأعضاء والكوادر.
وأكد المشاركون أن هذه الذكرى ليست مناسبة احتفالية فحسب، بل لحظة تقييم شاملة لمكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني، وفرصة لإعادة ضبط البوصلة في ظل المتغيرات المتسارعة.
أوراق الندوة… قراءة دقيقة للمشهد:
1. السياسة في زمن التحديات
في الورقة الأولى، التي قدمها الشيخ عبد الرحمن الأعذل، استعرضت مواقف الحزب السياسية إزاء التحولات الكبرى، وعلى رأسها الانقلاب الحوثي، والانقسام الوطني، وتآكل مؤسسات الدولة.
وأكد الأعذل: أن الرشاد ظل وفيًّا لمبادئه، وحرص على استقلال قراره السياسي، داعيًا إلى شراكة وطنية واعية تحفظ السيادة وتؤسس لمستقبل جامع.
2. الدور المجتمعي والتنموي
الورقة الثانية للأستاذ خالد خريم تناولت البعد الإنساني في مسار الحزب، مركّزة على مسؤولية الرشاد في التعامل مع النزوح والتدهور الاقتصادي، لاسيما في محافظة مأرب.
دعت الورقة إلى إنشاء وحدة إدارة أزمات، وتوسيع المبادرات التنموية، وتعزيز الشراكات مع الجهات الإغاثية محليًا ودوليًا.
3. البناء التنظيمي وتمكين الكوادر
الورقة الثالثة التي قدمها الشيخ- محمد الشيخ- سلّطت الضوء على ضرورة تطوير الأداء الداخلي، من خلال التأهيل والتدريب، وتمكين الشباب والمرأة، وتحديث البنية التنظيمية بما يضمن الاستمرارية والفعالية في بيئة شديدة التعقيد.
الرشاد في مأرب… نموذج للعمل السياسي والمجتمعي الواعي:
ويرى الاستاذ -محمد الشيخ – الذي شارك بورقة عمل في الندوة :ان الرشاد في محافظة مأرب برز كنموذج لافت في العمل السياسي والمجتمعي المتزن، وسط تحديات معقدة تعيشها المحافظة خاصة والبلاد عامة، فمنذ تأسيسه، أثبت فرع الحزب في مأرب حضوره الفاعل في دعم المشروع الوطني، ورفض الانقلاب الحوثي، والدفاع عن مؤسسات الدولة، في إطار التزامه بالثوابت الدينية والوطنية.
وفي محافظة مأرب، التي تمثل إحدى أهم الجبهات السياسية والعسكرية والإنسانية، كان لحزب الرشاد دور محوري في تعزيز التماسك المجتمعي، والمساهمة في جهود الإغاثة والتنمية، وتقديم نماذج من العمل الحزبي المسؤول والمنفتح على مختلف القوى الوطنية.
ويضيف- الشيخ – ان الحزب في المحافظة عمل على تمكين الشباب والمرأة، وتطوير أداء كوادره من خلال التدريب والتأهيل، ما جعله مكوّنًا سياسيًا يحظى باحترام واسع، ويُنظر إليه كطرف وطني يسهم بفاعلية في معركة استعادة الدولة وبناء مستقبل اليمن.
ويختم-الشيخ – إن الرشاد في مأرب بقيادة الشيخ عبدالرحمن المرادي -يمثّل صوتًا سياسيًا رشيدًا، يجمع بين وضوح الموقف ومرونة الأداء، في وقت بات فيه الوطن بأمسّ الحاجة إلى قوى سياسية نزيهة وواعية.
حضور سياسي في ساحة مزدحمة:
الكاتب والباحث -مازن الحكمي- اعتبر أن الرشاد تمكّن، رغم حداثة نشأته، من ترسيخ حضوره السياسي في بيئة مشبعة بالتجاذبات، مضيفًا:ان “الحزب اتخذ مواقف واضحة تجاه القضايا الوطنية، ووقف بحزم ضد الانقلاب الحوثي، ودعا إلى استعادة الدولة، وتمسّك بثوابته الدينية والوطنية دون انغلاق أو استقطاب”.
وأشار إلى مشاركة الحزب في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومواقفه الداعمة للجمهورية والدولة، مؤكدًا أن الرشاد حافظ على تماسكه التنظيمي رغم الصراعات المسلحة وضيق الحريات، ويسعى حاليًا إلى تعزيز حضوره المجتمعي وتوسيع تأثيره التنموي والسياسي.
رؤية نحو المستقبل:
جاءت هذه الندوة ؛ لتؤكد أن العمل الحزبي الواعي قادر على تجديد نفسه، متى توفرت الإرادة والرؤية. فقد شهدت الندوة نقاشًا معمقًا طبعته روح المسؤولية والرشاد، وأسفر عن حزمة من التوصيات الجوهرية التي تمثل خارطة طريق لمرحلة جديدة من العمل السياسي والتنظيمي.
في مقدمة هذه التوصيات، برزت دعوة صريحة إلى تفعيل الدائرة الاجتماعية للحزب في المحافظة ، بما يضمن توسيع حضوره في القضايا المجتمعية الملحة، وتقديم نموذج عملي لحزب يستجيب لتطلعات الناس ويعكس اهتماماتهم. كما تم التأكيد على أهمية إعداد خطة تدريب وطنية تستهدف بناء قدرات الأعضاء وتطوير كفاءاتهم، بما يرسّخ ثقافة الانضباط والاحتراف في العمل الحزبي.
ولم تغب قضايا التمكين السياسي عن الطاولة، حيث شددت التوصيات على تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في صناعة القرار، بوصفهم طاقة وطنية لا غنى عنها في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر توازنًا وشمولًا.
أما التوصية الأبرز فتمثلت في اعتماد رؤية استراتيجية متكاملة، تنطلق من قراءة واقعية للتحديات الوطنية، وتسعى إلى إعادة تموضع الحزب على أسس أكثر متانة، تجمع بين المبادئ السياسية الثابتة والمرونة في التعامل مع متغيرات المرحلة.
ما ميّز هذه الندوة ليس فقط ما خرجت به من قرارات، بل الوعي السياسي الناضج والجدية العالية التي سادت أجواءها، مما يعكس انتقال الحزب من مرحلة التشخيص إلى مرحلة البناء الفعلي والتجديد المؤسسي، في خطوة تُحسب له في سياق الحراك الوطني الأوسع.
محطة مراجعة وتجديد
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على ضرورة استثمار هذه الذكرى في مراجعة الأداء، وتطوير الأدوات التنظيمية، وتوسيع دائرة الشراكة الوطنية، والعمل بجدية أكبر نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها.
كما شدد الحاضرون على أهمية أن يكون حزب الرشاد صوتًا وطنيًا رشيدًا، يُسهم في بناء خطاب سياسي متوازن، يرتكز على الثوابت، وينفتح بوعي على التحولات، ويلبّي تطلعات المواطنين في الحرية والعدالة والكرامة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية